أمنية الإعدام الأخيرة
كانت المراه المحكومه بالاعدام في سجن الحائر بالسعوديه بتهمه قتل زوجها قد طلبت قبل تنفيذ الحكم امنيه اخيره وهي زياره قبر زوجها وقراءه الفاتحه عنده فاستغرب القاضي من طلبها وتساءل كيف تطلب ذلك وهي التي قتلته بيدها ولكنه رغم دهشته وافق على رغبتها وعندما اخذتها الشرطه الى المقبره ووقفوا عند قبر زوجها كادوا يفقدون توازنهم من هول ما راوا اما قصه تلك المراه فكانت قد نقلت الى السجن وهي ترتدي ثوبا ورديا باهتا ملطخا ببقع الدم ويداها مغطاتان بالدماء وشعرها مبعثر وعيناها يكسوهما الفزع بلون احمر يوحي بجنون خفي وكانت تتق قدم بثبات في ممرات السجن برفقه شرطيه والقيود تصدر صوتا يرتج له المكان فخرجت السجينات الى ابواب زنازينهن ينظرن اليها بفزع وهن يتعوذن بالله من شرها اذ كانت القيود في يديها وقدميها فيما تحدق امامها دون ان ترمش وقد تعالت الهممه بين السجينات قائلين لا ندري من قتلت لعلها ارتكبت فاجعه عظيمه فنسال الله السلامه وكانت احدى السجينات تهمس بان عينيها كانهما يقطران دما فلما سمعتها رابعه نظرت اليها بنظره حاده جعلتها تتراجع مذعوره كان الخوف يعم بينهن كلهن يرجون الا تزج تلك المراه في قسمهن فهي لا تبدو ضخمه الجسد ولا قويه البنيه ولكن وحشه وجهها وجراه نظراتها ارعبتهن وقد زجت في زنزانه انفراديه صغيره مغطاه بالغبار ودفعت داخلها بقسوه ثم قالت احدى الشرطيات لرفيقتها احضري لها زي السجينات فقد قتلت زوجها بوحشيه وقطعته اربا اربا فار ارتجفت النساء من سماع ذلك بينما بقيت المراه بلا خوف واغلقت الشرطيات الباب وانصرفن ثم قالت احداهن للجلاد كامران انقل كرسيك واجلس امام زنزانتها وراقبها جيدا فجلس الرجل الاربعيني قبالتها يمعن النظر فيها وقد راى انها ليست كبيره السن بل في السادسة أو السابعة لكنها خطيره لما قابلته بنظره حاده وقالت له اخفض بصرك ايها السجان لست ملكا لابيك حتى تحدق بي بهذه الوقاحه كانت صوت تلك الفتاه اشبه بزئير لبؤه حتى ان الجلاد نفسه اضطرب لكنه تماسك وقال لها تكلمي باحترام الا تعلمين انني الجلاد فقالت له وما شاني ان كنت جلادا التزم بعملك ولا تلتفت الى النساء فخفض بصره ولم يظهر على وجهها اي ندم او حزن وكان ما فعلته لم يمس قلبها بشيء وبعد قليل جاءت شرطيه ورمت الزيه في وجهها قائله غدا عند فتح الباب ستذهبين الى الحمام تغتسلين وتلبسين الزي فلم ترد رابعه واستندت الى جدار زنزانتها تضم ركبتيها وتضع راسها على ذراعيها محاوله النوم ورغم ما اقترفتها راحت في نوم عميق وكان شيئا لم يكن وفي الصباح ايقظتها الشرطيه بضربه على القضبان وامرتها بالخروج فخرجت واقتيدت الى الحمام وفتحت الماء البارد على جسدها رغم ان الشهر كان يناير والبرد قارس لكنها وقفت طويلا بلا احساس لا ببروده ولا بحراره كانما فعلته قد اطفا حسها كله وما ان اغمضت عينيها حتى سالت دموع حاره امتزجت بالماء الهابط على وجهها ثم سارعت بمسحها وبدلت ملابسها وعادت للزنزانه حيث قيدت من جديد وجلست الشرطيه وقالت للجلاد راقبها جيدا ولم يجرؤ هذه المره على التحديق فيها فقد كان يعلم ان جريمتها تقودها مباشره الى حبل المشنقه ولا امل في النجاه وما ان اخرج سجارته حتى نظرت اليه رابعة قائلة ايها الجلاد اسمع فاقترب قليلا وهو متحفظا فقال قال قولي ما تريدين من هنا؟ فضحكت وقالت ما بك اترتجف اتظن انني سامد يدي من بين القضبان فامسك بتلابيبك واخنقك حتى الموت وكانت تطحن اسنانها بطريقة اوحت بانها قادرة على ذلك فتردد قليلا وقال لا انا لا اخاف رايت مجرماتي كثيرات ولست اولهن وحين تذهبين إلى غرفه التحقيق ستنسين كل هذه الشدة. فردت عليه رابعه من يرفع يده على رابعه يعرف مصيره جيدا. رابعا لا تسمح لاحد ان يمد يده عليها تعال فلن اؤذيك لكنه بقي في مكانه فقالت له ابذا الشكل تخاف وانت رجل قوي اما انا فامراه ومع ذلك تقف مذعورا مني واشتعلت غيرته وقال لست خائفا واقترب منها فاخرجت يدها من بين القضبان فابتعد خطوه وقالت اعطني سيجاره لم ادخن منذ زمن فتعجب وقال امراه وتدخنين فقالت نعم اعطني اياها فناولها السيجارة ثم طلبت منه ان يشعلها فاشعلها وسحبها منها فاخذت نفسا عميقا ونفت الدخان في وجهه فتراجع قليلا وقال تبا لم أر مثل هذه المرأة فقالت ولن ترى مثلي فامثالي يولدن كل عده قرون وجلست تدخن بهدوء فعاد الجلاد إلى كرسيه ينظر إليها بوجل فهي لا تبدو قوية الجسد ولكن هيبتها تكفي لإرباك الرجال وبعد وقت وضعت رابعه يدها على الماء في زاوية الزنزانة وما ان اذن الظهر حتى ملات كوبا وبدأت تتوضأ فاصيب الجلاد بالدهشة هل
يمكن ان تسجد امراه سليطه اللسان قاتلة لزوجها بين يدي الله ثم تنهد وظن انها بدأت تشعر باقتراب موتها فقررت التوبة قليلا وبعد ان توضأت قالت ايها الجلاد اين القبلة فاشار لها فاتجهت ناحية الإشارة من دون سجادة ورفعت يديها وبدأت الصلاة وحين سجدت انفجرت بالبكاء بكاء غريب على إمرأة بهذه القوة فدهش الجلاد أكثر وظن ان الخوف من الموت يجعل اقوى الناس ينهارون في السجود وكانت محاكمتها بعد يومين والجميع يعلم ما سيكون الحكم بلا ادنى شك ما ان انتهت من الدعاء واسندت ظهرها إلى الجدار حتى سالها كامران هل تخافين من الموت وان كان الخوف يملاك فلم ارتكبت جريمة كهذه فقالت لا أخاف الموت أتظن أنني أبكي خوفا منه لقد مات الخوف في عيني منذ ان كنت في السابعه من عمري ولا ادري لماذا عاد الحزن يلوح في صوتها وقد مسحت دموعها عن اطراف عينيها وداخل كامران بدا الفضول يشتعل فمرة يراها امراه سيئة تدخن وتسيء الكلام ومرة يخيل إليه ان وراءها حكاية مؤلمة لكنه كان يعلم انها لن تبوح بشيء وكان المكان هادئا اذ لا توجد بجوار كرسيه اي زنزانة اخرى فهو اخر ممر السجن وبعد قليل بدأ توزيع الطعام ففتحت زنازين النساء واقتيدنا إلى مكان الطعام اما زنزانة رابعه فلم تفتح بل أعطى الحارس صحن العدس الأصفر البارد وقطعة خبز يابس ليقدمه لها من بين القضبان فاخذته ونظرت إلى الخبز ثم غمسته في العدس القليل وقالت ما دمتم لا تطعمونني جيدا مع انني ضيفة ايام قليلة فقال لها الجلاد وهل نظن انك بطلة لنقدم لك الطعام الفاخر ثم سألها السؤال الذي كان يعصف به منذ قدومها لماذا قتلت زوجك فاجابته بكل برود لأنني رغبت في ذلك فقط ثم أتمت طعامها وشربت الماء وقالت الحمد لله وأغمضت عينيها محاولة النوم وكان كامران يحدق في وجهها الذي بدأ بريئا رغم كل شيء ولم تمض لحظات حتى غرقت في النوم العميق واشعل كامران سيجارته وبينما هو مستغرق هبت رابعه فجأة مذعورة تصرخ لا هذا لا يمكن وتصبب العرق من وجهها رغم برد الشتاء فنهض كامران واقترب وسألها ماذا هناك فقالت لا شيء وحين سألها هل رأيت كابوسا قالت عندما تكون الحياة كلها كابوسا فلن تؤذيك الأحلام بل شيء آخر يؤلمك فسألها ان تخبره عما بها لعله يساعدها فنظرت إليه نظرة طويلة وقالت ان اردت فعل شيء فافعله لنفسك ثم عادت تتمدد وتنظر إلى سقف الزنزانة وجاء الليل حاملا حدثا هز جدران السجن إذ جاءت الشرطيتان وفتحتا زنزانتها قائلتين هيا إلى غرفة التحقيق ففتحت عينيها سريعا وقالت افعلوا ما تشاؤون هنا فلن اخرج اعرف جيدا ما تفعلوه بالنساء ان دخلن تلك الغرف فقالت الشرطية الكبيرة لا ترفعي صوتك فالضابط يطلب حضورك ومن ترفض يفعل بها ما لا تتوقعه فردت عليهم لا اخاف على مصيري افعلوا ما شئتم ولن اخطو خارج هذه الزنزانة وليأت هو ان أراد فلتكن المواجهة هنا وتبادلتان النظر بدهشة ثم صفعتها احداهما بقوة وما ان همت الأخرى بصفعها حتى قبضت رابعه على معصمها بقوة حتى مر وجه الشرطية وصرخت قائلة افلتي يدي يا مجنونة تبدين ضعيفة لكن فيك قوة غريبة أطلقت رابعه يدها بقوة كادت تسقط معها وقالت ان تجرأت احداكما مرة أخرى سأقتلكما ولن احتاج سلاحا فقط يداي تكفيان ثم غادرتا غاضبتين وبعد دقائق جاء الضابط بنفسه غاضبا ودخل زنزانتها ومعه عصا وهو يقول تكثري الكلام يا فتاة من تظنين نفسك؟ قال الضابط بغطرسة وهل نحن الشرطة عبيد عندك حتى ترفضي أوامرنا
style="text-align: center;">
ثم امسك بذراع رابعه وجرها واقفة وهو يهوي بعصاه على ظهرها فخرجت منها اهة مكبوتة حاولت اخفائها وأمسكت بقضبان الزنزانة بكلتا يديها بينما انهال الضابط عليها ضربا واحدا تلو الآخر وكانت امرأة ذات صبر خارق فلم تصرخ ولم تتوسل ولكن دموعها كانت تنحدر لأنها بشر من لحم ودم والألم كان يمزق ظهرها لكنها ظلت ثابتة متماسكة حتى أرهق الضابط نفسه وتقطع نفسه فألقى العصا بعيدا وأمر الشرطيات بأن يأخذنها إلى غرفته فصرخت رابعه قائلة افعل ما تشاء هنا لن اذهب الى غرفتك وان حاولت إجباري سأجعل أركان السجن تهتز وسأصرخ حتى يجتمع الجميع ولن اسمح لك او لغيرك بان يلمسني ولم يكن أمام الضابط إلا أن حدق فيها بغضب ثم خرج غاضبا ولم يدخل أحد بعدها زنزانتها أما كامران الجالس أمامها فقد شحب لونه فهو لم ير في حياته ضابطا يعذب امرأة بهذا العنف ولم تكن النساء يؤخذن للتحقيق عند الرجال الا لأمور أخرى يعرفها الجميع أما رابعة فقد رفضت وهذا ما جعلها تحمل اثار الضرب بلا دمعة وبعد دقائق اخذت أنفاسا عميقة تحاول تهدئة اضطرابها ثم نظرت إلى كامران الذي كان مذهولا وقالت له اعطني سيجارة فأعطاها إياها وهو في حيرة مما يرى فسحبت انفاسا طويلة ثم أطفأت السيجارة تحت قدمها وجلست مستندة إلى الجدار وصرخة الم خرجت منها ثم نامت وفي الصباح أخذت إلى المحكمة فوقفت القفص وسألها القاضي هل قتلت زوجك كرم الدين فقالت نعم قتلته ولا ندم عندي فسألها عن معرفتها بالعقوبة فقالت اعرف انها المشنقة فتنهد القاضي وسألها عن امنيتها الأخيرة فقالت اريد زيارة قبر زوجي وقراءة الفاتحة عنده فتعجب القاضي وقال قتلته بوحشية وتريدين زيارة قبره فقالت نعم هذه أمنيتي وقد سألتني عنها فأنا أخبرك بها وأريد تنفيذها فأذن لها القاضي وفي اليوم التالي أخذوها إلى قبر كرم الدين وكانت لا تزال مكبلة اليدين والقدمين ونظرت إلى القبر نظرة امتلأت كراهية وجلست عند طرفه ورفعت يديها وقالت ما فعلته بك لا يساوي شيئا مما فعلته بي والباقي سأطالب به يوم القيامة ولن أغفر لك يا كرم الدين ثم بصقت على القبر ونهضت فدهش رجال الشرطة وتساءلوا عما فعله زوجها بها ثم أعيدت إلى زنزانتها وهناك اقترب منها كامران وقال لم أر في حياتي امرأة مثلك وأنا في حيرة أريد أن أعرف ما الذي فعله زوجك حتى قتلته ومزقته فالحياة عزيزة على كل إنسان والناس يعيشون ليبقوا فقالت له أنا مت منذ كنت في السابعة وما ترونه الآن مجرد جثة تنتظر الدفن وسالت دمعتها ثم نظرت إلى كامران فقال لها ان اعتبرتني أخا فاحكي لي ربما أستطيع مساعدتك فقالت لن يقدر أحد على مساعدتي ولكن سأخبرك لماذا قتلته لقد كنت في السابعة عندما صرت يتيمة فأخذني عمي وزوجته وكان لأبي بيت كبيرا كنت أعيش في رغد وكنت الإبنة الوحيدة لوالدي ولكن بعد وفاتهما في حادث باع عمي بيت أبي وأخذ كل المال لنفسه وأصبحت عمتي تعاملني كخادمة كنت انذاك في السابعة من عمري وكانوا يرغمونني على كنس البيت وغسل الأواني وكل الأعمال وان أخطأت في شيء كانوا يضعون جمرة مشتعلة على كفي وقد أريتها لكامران وكانت فيها جراح عميقة لم تندمل قط وحين بلغت الخامسة عشر بدأت أجيبهم بحدة فإذا مدت عمتي يدها لتضربني كنت أمسك يدها والويها فلما رأت ذلك اشتكت لعمي فضربني بالعصا ضربا شديدا ولكنني لم أباك بل امسكت عصاه يوما وضربته بها فلما رأت عمتي انني خرجت عن طوعهم زوجوني قصرا لرجل كبير في السن له زوجة أولى وبنات يكبرونني وكان في الخمسين من عمره قوي البنية خبيثا جذب ضفيرتي ليلة الزفاف وضرب رأسي بالحائط حتى مرة خنقني بذراعه وهو يضغطني على الجدار وقال ان فتحت فمي أمامه سيقتلني ثم أحرقني بالجمرة وقذفني بقوة حتى امتلأ جسدي بالجراح وكان يضغط كعب حذائه على كفي وأنا أصرخ فيهددني بخنق رقبتي لم يكن إنسانا بل وحشا تحملت ظلمه حتى بالغت السادسة أو السابعة وكان يحبسني في الغرفة ويغلقها بالمفتاح ويبقيني جائعة طوال اليوم ولا يطعمني إلا ليلا فأكل كالبهائم لأملأ بطني وبعد سنوات حملت فلما علم ركل بطني حتى أسقط الجنين عندها غضبت بشدة وهجمت عليه لأخنقه لكن الجيران أنقذوه وظل يحبسني ويقول اني مجنونة وفي ليلة أرسل إلى غرفتي رجالا أرادوا إيذائي فلم أتحمل وجدت مزهرية حديدية وضربت بها رؤوسهم حتى هربوا وكانت زوجته وبناته عند أهلها وكان وحده في البيت خرجت من الغرفة وأخذت سكينا حادا ودخلت عليه فدهش حين رآني ولكن قبل أن يدافع عن نفسه طعنته في بطنه مرات ولم يبرد غضبي بعد فقد تحملت ظلمه ١٢ عاما فبدأت أقطع أجزاء من جسده بذلك السكين الحاد ولما تعبت من ضربه وسقط جثة بلا روح سلمت نفسي للشرطة كان قد مات من الطعنة الثالثة ولكنني أفرغت غضبي في جسده حتى بعد موته ومع ذلك لم تنطفئ النار داخلي لا أعلم لماذا يظن بعض الرجال أن رجولتهم تثبت بضرب النساء وتعذيبهن وقد سمعت حديثا عن النبي يقول فيه خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي فكيف لهؤلاء الذين صاروا كالجن أن يحرقوا المرأة ويجرحوها هؤلاء لا يستحقون الحياة وكنت أعلم أن أحدا لن يسمع صوتي ولا سيعطيني أحد حقي فأخذت ثأري بيدي ولما سمع كامران قصتي اغرورقت عيناه بالدموع وبعد أيام حكم على ربيعة بالإعدام لكن السؤال هل فعلت رابعة الصواب وهل لو لم تفعل ذلك كانت ستحصل على العدالة ..!؟
