المطرودة التي عادت لتحكم: قصة البيت الذي سكنه الغدر فأنصفه القانون
كانت سلمى تقف امام باب بيتها الذي عاشت فيه 20 عاما تحمل حقيبه صغيره بيد مرتعشه وبناتها الثلاث يتشبثن بثوبها وهن يبكين بصمت مصطفى زوجها الذي احبته بكل جوارحها كان واقفا خلفها ببرود قاتل ينظر اليها بعينين خاليتين من اي شعور لم يكن هذا الرجل الذي تعرفه لم يكن الاب الحنون الذي كان يحمل بناته على كتفيه بل كان شخصا غريبا يرتدي قناع زوجها قبل ثلاثه ايام فقط عاد الى البيت ومعه امراه اخرى شابه في مقتبل العمر اسمها ليلى قدمها لسلمى بكل وقاحه قائل قائلا انها زوجته الجديده.
صعقت سلمى لم تصدق ما تسمعه ظنت انه يمزح او ان كابوسا يلاحقها لكن الحقيقه كانت امر من اي كابوس. حاولت ان تفهم ان تسال عن السبب لكنه لم يمنعها حتى فرصه الكلام بل امرها بصوت حاد ان تجمع اغراضها وتغادر. قالت له وهي تبكي ان هذا البيت بيتها انها ام بناته انها زوجته الشرعيه لكنه رد عليها بجفاف ان البيت باسمه وحده وان قراره نهائي لا رجعه فيه في تلك الليله الاخيره جلست سلمى مع بناتها في الغرفه تحاول ان تمسح دموع وتخفي دموعها هي وتهمس لهن ان كل شيء سيكون على ما يرام رغم انها لا تصدق كلمه مما تقول الصغرى نور ذات السبع سنوات كانت تسالها بصوت مكسور لماذا يطردهن ابوهن ولماذا اصبح قاسيا هكذا اما الوسطى ياسمين ذات الثلاثه اعوام فكانت تنظر بعينين مليئتين بالغضب والحيره وكانها تحاول ان تفهم كيف يمكن لاب ان يفعل هذا والكبرى هدى ذات الس 16 عاما كانت صامته تماما تحدق في الفراغ وكانها فقدت القدره على الكلام.
عندما حان وقت الرحيل صباحا خرج خرجت سلمى ومعها بناتها ولم تلتفت الى الوراء رغم ان قلبها كان يتمزق بداخلها وقفت ليلى الزوجه الجديده في النافذه تراقبهن وهن يبتعدن وعلى شفتيها ابتسامه خفيفه لا تخلو من الانتصار بينما مصطفى اغلق الباب خلفهن بلا مبالاه وجدت سلمى نفسها وبناتها في غرفه صغيره رطبه في حي شعبي لا تكاد تتسع لهن جميعا استاجرتها باخر ما تملك من مال الجدران مشققه والسقف يتسرب منه الماء عندما تمطر والنوافذ لا تغلق باحكام لكنه كان الماوى الوحيد الذي استطاعت توفيره كانت قد عملت طوال حياتها في بيت لم تكن لها خبره في اي عمل خارجي ولم يكن معها سوى شهاده ثانويه قديمه بدات تبحث عن عمل اي عمل لكن الابواب كانت تغلق في وجهها واحدا تلو الاخر فهي امراه في الاربعين بلا خبره ومعها ثلاث بنات تحتاج لرعايتهن.
في احدى الليالي بينما كانت تحاول ان تخفي دموعها سمعت همسا بين بناتها كانت هدى تطمئن اختيها الصغيرتين وتقول لهما انها ستترك المدرسه وتبحث عن عمل لتساعد امها انتفضت سلمى من مكانها ودخلت عليهن وقالت بحزم رغم الالم الذي يعتصر قلبها ان هذا لن يحدث ابدا ان تعليمهن خط احمر لا يمكن المساس به. بعد اسابيع من البحث المضني قبلت سلمى العمل في منزل عائله ثريه تنظف وتطبخ وتعتني بالبيت مقابل راتب بسيط. بالكاد يكفي الايجار والطعام. كانت تخرج فجرا وتعود ليلا منهكه لكنها كانت تخفي تعبها عن بناتها وتحاول ان تبتسم لهن لاحظت ان هدى اصبحت اكثر صمتا وان ياسمين فقدت حيويتها وان نور توقفت عن الضحك تماما.
في احد الايام وبينما كانت سلمى تنظف في بيت العائله سمعت سيده المنزل السيده فاطمه تتحدث مع صديقتها عن قضيه طلاق معقده امام المحكمه توقفت سلمى عن العمل لحظات وبدات تفكر للمره الاولى في ان تلجا للقانون ان تطالب بحقوقها وحقوق بناتها لكن فكره الذهاب الى المحكمه كانت مرعبه بالنسبه لها فهي لا تعرف شيئا عن القوانين ولا تملك المال لتوكيل محام في تلك الليله وبينما كانت تجلس مع بناتها على العشاء البسيط طرق احدهم الباب بعنف فتحت سلمى الباب لتجد مصطفى واقفا امامها لكنه لم ياتي ليطمئن عليهن او ليعتذر بل جاء يطلب منها ان توقع على اوراق تنازل عن كل حقوقها مقابل مبلغ زهيد من المال.
وقفت سلمى امام مصطفى مذهوله لم تكن تتوقع ان يصل به الامر الى هذا الحد من القسوه نظر اليها بنظره خاليه من اي شعور وقال ان عليها ان توقع الاوراق فورا وان هذا لمصلحتها ومصلحه بناتها وان المبلغ الذي سيدفعه لها كاف ليريحها من عناء العمل لاشهر قليله. حاولت سلمى ان تفهم لماذا هذا الاصرار المفاجئ لماذا هذا الاستعجال لكنه لم يمنحها فرصه للتفكير بل بدا يضغط عليها بكلمات جارحه قال لها انها لا تفهم شيئا في الحياه وانه من الافضل لها ان تقبل بما يعرضه عليها قبل ان يغير رايه نظرت سلمى الى بناتها الثلاث اللواتي كن يراقبن المشهد بخوف وحزن ثم نظرت الى الاوراق في يد مصطفى وقالت بصوت هادئ لكنه حازم انها لن توقع شيئا حتى تفهم ما في هذه الاوراق جيدا غضب مصطفى وبدا يصرخ لكنها اغلقت الباب في وجهه بهدوء وقلبها يدق بقوه.
في تلك اللحظة ادرك ت سلمى ان هناك سرا ما يخفيه عنها وان اصراره على حصولها على توقيعها ليس لمصلحتها كما يزعم. في اليوم التالي ذهبت سلمى الى مكتب استشارات قانونيه مجانية كانت قد سمعت عنه من احدى الجارات. استقبلها محام شاب اسمه طارق. استمع الى قصتها باهتمام. ثم طلب منها ان تاتيه باي اوراق تتعلق بالزواج او البيت. عادت الى البيت وبحثت في الحقيبه القديمه التي جلبتها معها ووجدت عقد الزواج وبعض الاوراق الاخرى. ثم عادت الى المحامي. نظر طارق الى الاوراق بدقه ثم رفع راسه وقال لها بجديه ان البيت الذي طردها منه مصطفى كان قد اشتراه باسمها واسمه معا وان لها نصف البيت على الاقل.
صعقت سلمى من الخبر لم تكن تعرف هذه المعلومه فقد كان مصطفى يتولى كل الامور الماليه والقانونيه ولم يخبرها ابدا بهذا التفصيل. ادركت سلمى الان لماذا كان يريدها ان توقع على اوراق التنازل. كان يريد ان يستولي على حقها في البيت دون ان تعرف. شعرت بغضب لم تشعر به من قبل. لكنها لم تترك الغضب يسيطر عليها بل قررت ان تقاتل من اجل حقها وحق بناتها. بدا المحامي طارق باعداد القضيه وطلب منها ان تجمع اي ادله اخرى قد تساعدها عادت سلمى الى عملها لكن هذه المره كانت تحمل في قلبها املا جديدا وفي عينيها اصرار لم يكن موجودا من قبل اخبرت بناتها بانها ستقاتل من اجل حقوقهن وان الايام المقبله ستكون صعبه لكنها واثقه من انهن سينتصرن في النهايه.
لكن في تلك الليله نفسها تلقت اتصالا من رقم مجهول كان صوت امراه صوت ليلى الزوجه الجديده تقول لها بسخريه انها لن تنال شيئا وان مصطفى سيسحقها في المحكمه وان عليها ان تتوقف عن المحاوله قبل ان تخسر اكثر اغلقت سلمى الهاتف وهي ترتجف لكنها لم تتراجع بل زاد اصرارها على المضي قدما مهما كلفها ذلك بدات جلسات المحكمه ودخلت سلمى الى قاعه المحاكمه وقلبها يكاد يقفز من صدرها لم تكن معتاده على مثل هذه الاجواء لكنها كانت مصممه على المواجهه جلس مصطفى في الجهه المقابله مع محاميه وبجانبه ليلى التي كانت ترتدي ملابس انيقه وتنظر الى سلمى بنظره متعاليه.
بدا محامي مصطفى بالحديث وكان واضحا انه محام ماهر بدا يشوه صوره سلمى امام القاضي قال انها كانت زوجه مهمله وانها لم تكن تهتم ببيتها او بزوجها وان مصطفى كان مضطرا للزواج من اخرى لانه لم يجد الاستقرار معها كذب صريح لكنه كان يقال بثقه وبراعه جعلت سلمى تشعر بان الارض تهتز تحت قدميها نظر المحامي طارق الى سلمى وهمس لها ان تبقى هادئه وان دورهم سياتي عندما جاء دور المحامي طارق قدم الادله التي تثبت ان البيت مسجل باسم سلمى ومصطفى معا وان سلمى لم توقع على اي اوراق تنازل وانها كانت زوجه مخلصه طوال 20 عاما لكن محامي مصطفى سرعان ما طلب من القاضي تاجيل القضيه بحجه انه يحتاج الى مستندات اضافيه ووافق القاضي.
خرجت سلمى من المحكمه محبطه لم تكن تتوقع ان الامور ستطول هكذا في الايام التاليه بدات تشعر بضغوط نفسيه كبيره فبناتها كن يسالنها باستمرار عن نتيجه القضيه وهي لم تكن تملك اجابه واضحه في احد الايام بينما كانت تعمل في بيت السيده فاطمه لاحظ حظت سيده المنزل حزنها الشديد فجلست معها وسالتها عما يحدث ترددت سلمى في البدايه لكنها قررت ان تخبرها بكل شيء فقد كانت بحاجة لمن تشكو له همها استمعت السيده فاطمه باهتمام ثم قالت لها بلطف ان عليها الا تستسلم وان الحق لا يضيع اذا كان هناك من يطالب به ثم فاجاتها بانها تعرف محاميا كبيرا وصديقا لعائلتها وانها ستطلب منه ان يساعد سلمى مجانا لانها تؤمن بان قضيتها عادله.
شعرت سلمى بالامتنان الشديد ولاول مره منذ اشهر شعرت بان هناك من يقف بجانبها في الجلسه التاليه حضر المحامي الجديد اسمه الاستاذ سامي رجل في الستينات من عمره له خبره طويله في قضايا الاحوال الشخصيه عندما بدا الحديث كان واضحا انه يعرف كل ثغرات القانون وبدا يفكك ادعاءات محامي مصطفى واحده تلو الاخرى قدم ادله جديده تثبت ان مصطفى لم يخبر سلمى بان البيت باسمهما معا وانه كان يحاول خداعها لتوقع على اوراق التنازل. اهتز مصطفى في مكانه ونظر الى محاميه بقلق واضح. بينما ليلى بدات تفقد ابتسامتها المتعاليه. طلب القاضي من مصطفى ان يرد على الادله لكنه تلعثم في كلامه ولم يستطع تقديم اي تفسير مقنع.
في نهايه الجلسه قرر القاضي تاجيل النطق بالحكم لمده شهر لكن الجميع كانوا يشعرون بان الكفه بدات تميل لصالح سلمى خرجت من المحكمه وهي تحمل في قلبها بصيص امل لم تشعر به منذ زمن طويل في الشهر الذي انتظرت فيه سلمى صدور الحكم بدات الحياه تاخذ منحا اخر كانت بناتها بدانا يستعدن بعض الثقه وبدات هدى تتحدث مره اخرى عن احلامها في اكمال دراستها الجامعيه بينما ياسمين عادت لتشارك في الانشطه المدرسيه ونور بدات تبتسم من جديد لكن في احدى الليالي وبينما كانت سلمى عائده من العمل لاحظت رجلا لن يقف امام باب بيتها كان يرتدي ملابس رسميه ويحمل حقيبه جلديه.
اقتربت منه بحذر فقدم نفسه على انه موظف من شركه عقاريه واخبرها بان مصطفى باع البيت الذي كان باسمهما لشركته وان الشركه الان تريد تسويه الامر قانونيا صدمت سلمى كيف يمكن لمصطفى ان يبيع بيتا باسمها دون توقيعها. اخبرها الموظف بان هناك اوراقا مزوره تحمل توقيعها وان الشركه اشترت البيت بحسن نيه وانها الان في ورطه قانونيه. شعرت سلمى بان الارض تدور بها لكنها لم تفقد توازنها. بل اخبرت الموظفه بهدوء ان عليه ان يتحدث مع محاميها وانها لن توقع على اي شيء. غادر الموظف لكن سلمى بقيت واقفه في مكانها مصدومه من جراه مصطفى على تزوير توقيعها.
في صباح اليوم التالي ذهبت سلمى مباشره الى مكتب المحامي سامي واخبرته بما حدث. نظر اليها بجديه ثم قال لها ان هذا الامر يمكن ان يؤخر القضيه لكنه يمكن ان يكون ايضا دليلا قويا على خداع مصطفى وتلاعبه طلب منها ان تحضر اي اوراق تتعلق بالبيت وان تكون مستعده لجلسه طارئه في المحكمه بدا المحامي سامي بالتحقيق في الامر واكتشف ان الشركه العقار كانت شركه وهميه وان مصطفى استخدمها فقط كواجهه لاخفاء محاولته للاستيلاء على البيت جمع الادله وتوجه الى النيابه لتقديم بلاغ بالتزوير ضد مصطفى عندما وصل الخبر الى مصطفى بدا يشعر بالهلع فقد كان يظن ان خطته ستنجح لكنه لم يكن يتوقع ان سلمى ستقاوم بهذه القوه.
حاول ان يتصل بها عده مرات لكنها رفضت ان ترد على اتصالاته فقد ادركت ان اي كلام معه الان سيكون مضيعه للوقت في الجلسه الطارئه قدم المحامي سامي كل الادله التي جمعها وطلب من القاضي فتح تحقيق رسمي في تزوير التوقيع. وافق القاضي وامر باحاله القضيه الى خبير خطوط لفحص التوقيع المزعوم. استغرق الفحص اسبوعين وفي نهايته جاءت النتيجه واضحه. التوقيع كان مزورا بالفعل. عندما سمع القاضي النتيجه نظر الى مصطفى بغضب واضح وقال له ان ما فعله يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون حاول محامي مصطفى ان يدافع عنه لكن الادله كانت دامغه ولم يكن هناك مجال للانكار.
جلس مصطفى في مكانه وقد تغير لونه بينما ليلى كانت تنظر حولها بقلق وكانها تدرك للمره الاولى ان الامور لن تسير كما كانت تتمنى اما سلمى فقد جلست في مكانها بهدوء لم تشعر بالشماته بل شعرت فقط بان العداله بدات تاخذ مجراها بعد اثبات التزوير قرر القاضي معاقبه مصطفى بغرامه ماليه كبيره ومنعه من الاقت راب من اي اوراق تخص البيت حتى تنتهي القضيه. اكتشف المحامي سامي ان مصطفى كان يخفي اصولا ماليه كبيره حسابات بنكيه واستثمارات لم يخبر سلمى عنها طوال 20 عاما من الزواج. شعرت سلمى بمراره عميقه عندما علمت بهذا. لكنها لم تسمح للضعف ان يتسلل اليها بل قررت ان تطالب بكل حقوقها وحقوق بناتها حتى اخر قرش.
في تلك الايام بدات ليلى تشعر بالقلق الشديد فقد اكتشفت ان مصطفى كان يخدعها هي ايضا وان كل وعوده كانت اكاذيب بعد شجار عنيف بينهما قررت ليلى فعل شيء لم يتوقعه احد ذهبت الى سلمى واعترفت لها بكل شيء اخبرتها ان مصطفى كان يخطط للهرب بالمال وانها نادمه على كل ما فعلته وافقت ليلى على الادلاء بشهادتها امام المحكمه وكانت هذه الشهاده هي الضربه القاضيه التي احتاجتها سلمى لانهاء المعركه جاء يوم الجلسه الحاسمه ودخلت ليلى الى منصه الشهود وادلت بشهادتها الكامله امام القاضي كشفت كل اكاذيب مصطفى وخططه الخبيثه واحضرت معها رسائل ومحادثات تثبت كل ما قالته.
انهار مصطفى تماما امام القاضي حاول ان يدافع عن نفسه لكن كلماته كانت متناق قضه ومرتبكه ولم يعد يملك اي حجه مقنعه طلب المحامي سامي من القاضي ان يحكم باعاده نصف البيت الى سلمى والزام مصطفى بدفع نفقه شهريه لبناته وتعويض مالي كبير عن كل السنوات التي عانت فيها بسبب ظلمه بعد مداوله قصيره عاد القاضي واصدر حكمه لصالح سلمى بكل ما طلبته وامر بمنع مصطفى من التصرف في اي من ممتلكاته حتى يتم تنفيذ الحكم كاملا سقطت دموع الفرح من عيني سلمى بينما جلس مصطفى محطما فقد خسر كل شيء البيت والمال والكرامه.
بعد صدور الحكم حاول مصطفى المماطل في تنفيذ الحكم بكل الطرق لكن المحامي سامي كان متاهبا لكل حيله واستغرق الامر ثلاثه اشهر حتى تم التنفيذ بالقوه عادت سلمى الى بيتها الذي طردت منه لكن هذه المره دخلته براس مرفوع وكرامه محفوظه وقررت ان تجدده بالكامل لتمحو اثار الماضي الاليم التحقت هدى بكليه القانون لتصبح محاميه تدافع عن النساء المظلومات وياسمين عادت لتفوقها الدراسي حال بان تصبح طبيبه ونور عادت تضحك من جديد حصلت سلمى على وظيفه في جمعيه خيريه تساعد النساء المعنفات ووجدت في هذا العمل رساله حقيقيه تحول فيها المها الى قوه تساعد بها الاخرين.
في احدى الامسيات جاءها والد مصطفى الحاج عبد الرحمن معتذرا عن تصرفات ابنه واحضر لها تعويضا اضافيا ليضمن مستقبل حفيداته فقبلته سلمى بامتنان بدا الحاج عبد الرحمن يزور سلمى وبناتها بانتظام محاولا تعويضهن عن غياب الاب الذي كان يجب ان يكون موجودا. اخبرها ذات يوم ان مصطفى اصبح يعيش في حاله نفسيه سيئه يعاني من الاكتئاب والندم الشديد لكنه كان مترفعا عن الاعتذار مباشره. قالت سلمى انها لا تحمل حقدا لكنها لن تسمح له بالعوده الى حياتها او حياه بناتها. فالغفران لا يعني العوده لمن ظلمك.
مرت الاشهر واصبحت سلمى معروفه في الجمعيه بانها مستشاره موثوقه تساعد عشرات النساء على استعاده حقوقهن. تلقت اتصالا من محامي مصطفى يخبرها انه يريد لقائها فوافقت لتغلق هذا الفصل نهائيا. وفي المقهى وجدته شاحبا مرهقا اعتذر لها وقال انه فقد كل شيء وانه يريد رؤية بناته قالت له بهدوء ان القرار ليس قرارها بل قرار بناته عادت سلمى واخبرت بناتها بطلب والدهن فقررن منحه فرصه واحده فقط ليس من اجله بل من اجل سلامهن النفسي.
جاء مصطفى الى البيت متوترا اعتذر لهن بدموع صادقه عن كل الظلم والالم الذي سببه وقال انه كان احمق ضيع اثما ما في حياته قالت له هدى بصرامه ان ما فعله لا يمحى بالكلمات لكنها ستسامحه من اجل راحتها لا من اجله بينما احتاجت ياسمين لوقت طويل لتنظر اليه كوالد اما نور فعانقته بصمت ودموع بعد رحيله شعرت العائله بان ثقلا رفع عن قلوبهن فالمسامحه كانت تحررهن من الماضي لا نسيانه.
مرت السنوات واصبحت هدى محاميه ناجحه وياسمين طبيبه ونور معلمه وسلمى رمزا للصمود في الجمعيه الخيريه اما مصطفى فقد عاش بقيه حياته وحيدا نادما فقد كل احترام وكرامه عبره لكل من يظلم ويخون جلست سلمى في حديقه بيتها تراقب بناتها وادركت سلمى ان كل الالم كان له معنى علمها القوه والصبر والايمان بان الحق لا يضيع مهما طال الزمن نشكركم على المتابعه ونسال الله ان يجعل في قصتنا عبره لكل من يعتبر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
